19‏/12‏/2009

رياح

رياح عاتية تهب فتعري المستور ولا يصمد في وجهها سوى أصحاب المبادئ .
عملي في الملتقى التشكيلي العربي الرابع بعنيزة.


الملتقى التشكيلي العربي الرابع

أفضل أن أسميه (ملتقى عنيزة) فهذه المدينة العزيزة تنعم بمحبة وحماس أهلها وبإخلاص رجال مميزين من أمثال صالح النقيدان و عبدالله الحجي و خالد الصوينع و صالح العليان في مجال التشكيل و آلاف الرجال في المجالات الأخرى وعلى رأسهم محافظها المهندس مساعد السليم الذي بذل كل جهد لإنجاح هذا الملتقى الذي حمل عبء تنظيمه الأخ الرائع صالح النقيدان ، شيخ فناني عنيزة. كان لقاءً مميزاً جمع ما يقارب الثلاثين فناناً عملوا بجد لإنجاز أعمال في مستوى الحفاوة والجو الخيالي بين أشجار الغضا وفوق رمال عنيزة الجميلة.
في مجال النحت سعدت بمشاركة سعود الدريبي و علي الطخيس وفيصل النعمان و طلال الطخيس ، وكانت أصوات أجهزتنا هي التي   أعلنت بداية النشاط التشكيلي .
شكراً عنيزة  ، شكراً صالح


لقطة طريفة للفنان الظريف  سعيد العلاوي


18‏/12‏/2009

حنين نجد ، أيقونة فنية لا يقرأها سواي






قبل أربع عشرة سنة كنت في بلاد الغربة أعاني من حنين النجدي إلى نجد ، حنين قرأناه في شعر الصّمة القشيري ومالك ابن الريب وغيرهم : حنين من قال:



 أكرر طرفي نحو نجدٍ وإنني       إليه وإن لم يدرك الطّرف أنظرُ



حنيناً إلى أرضٍ كأن ترابها         إذا مُطرِت عود ومسك وعنبر



 وما نظري من نحو نجدٍ بنافعي      أجل لا، ولكني إلى ذاك أنظرُ



لم نكن ندرك طعم الحنين إلى نجد إلى أن جربنا الغربة في ديار خضراء باردة كمقبرة ، كنت في بلاد الإنجليز أصارع لوعة الحنين إلى نجد و لم أكن لوحدي بل كانت معي أسرتي الصغيرة ونخلة بذرتها نواة في أصيص جعلتها في شباك جنوبي لعلها ترى أطياف نجد . كبرت تلك النخلة وزادت الإلفة بيني وبينها أدنو منها فتخفف لوعة الحنين بسعفها الغض... أزف الرحيل إلى الديار واشتعل البيت حماسا لجمع المتاع وبقيت تلك النخلة الصغيرة ترقب المكان . لم تكن من المتاع بل من الأسرة ولم أكن لأتنازل عنها لزوجة صديقي التي طمعت في تبنيها بعد رحيلنا ولكن ذلك مستحيل فلن أفرط في أحد من أولادي. لففت أغصانها الغضة بعد أن قلمتها و أعطيتها أولادي يتناوبون حملها كطفلة صغيرة وسط تعجب الناس في مطار هيثرو، لم أكن لأسمح بأن توضع مع العفش بل لكم أن تتخيلوا نخلة في مقعد من مقاعد درجة الأفق بالطائرة منّ الله به عليها دون أن أدفع أجرته. في مطار الرياض كان الناس أقل لطفا أحدهم صائحاً: (شوفو هاللي جايب نخله من بريطانيا) موظف الجمارك اكتفى بابتسامة صفراء، لكم شعرت بالسعادة و أنا أخرج من مطار الملك خالد حاملا نخلتي العزيزة .في اليوم التالي صحبتها لمزرعة أخي و اخترت لها مكانا بالقرب من البركة وكنت قلقا من هذه النقلة التي قطعت بها أكثر من 45 درجة طولية وثلاثين عرضية . لكنها كانت نخلة مثلما النجدي يحن إلى أرضه ويسعد بلقائها، عمر نخلتي الآن أربع عشرة سنة، حية نظرة تختزل قصتي مع الغربة...أيقونة فنية لا يقرأها أحد سواي.




12‏/12‏/2009

المقايضة Bartering


لوحات عالمية ذات قيمة فنية ومادية عالية قايضها من رسمها بوجبة أو مشروب تحت وطأة العوز والفاقة ثم أصبح بعضها لا يقدر بثمن. هذه الصورة التاريخية قد تكون مؤلمة في تاريخ الفن لكن تخليد اسمه هو ما عاد عليه وليس الملايين التي تباع بها حالياً. في جانب آخر أعجبني وأثار دهشتي مرونة المجتمع الغربي خلال الأزمات و أحسب أن هذه المرونة هي أحد أسباب تفوقه في العصر الحديث، أدهشني أن تقوم جمعيات فنية غربية بإعادة المقايضة بوصفها وسيلة لتحريك الوسط الفني و زيادة التفاعل مع المجتمع عموما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، والنماذج كثير في هذا المجال ولعلي أذكر مثالاً واحداً من أمثلة كثيرة علنا نستفيد منها، وهو ما قامت به جمعية الفنون بمقاطعة تشستر بولاية بنسلفانيا (Chester County Art Association) إذ قامت بتنظيم معرض يختص بمقايضة الأعمال الفنية بسلع أو خدمات يحتاجها الفنان، لقد ساقوا أسبابا تتعلق بالأزمة الاقتصادية العالمية و بأهمية المقايضة كوسيلة لنشر الفن وتكوين رؤية مجتمعية جديدة. لقد كان أحد الأمثلة التي ضربوها و أثارت دهشتي و إعجابي؛ أن يقايض الفنان عمله مقابل أجرة طبيب الأسنان، وتخيلت طبيباً قد علّق لوحة اشتراها مقابل معالجة راسمها ، وتصورت التفاعل بين الفنان والطبيب خلال جلسات لم تعد للعلاج فقط بل للتفاعل الثقافي بينهما. ولكم أن تتخيلوا الكم الهائل من التفاعل الثقافي بين الفنانين من جهة وشرائح المجتمع المختلفة.


ورغم الإحباط الذي يتملكني عندما أفكر بتطبيق مثل هذا العمل في مجتمعنا نتيجة ما ألمسه من انتفاخ الأنا عند بعض الفنانين و بعض من يتزعمون الساحة الفنية، إلا أنني أرى بصيص أمل في جيل الشباب ممن يسعون إلى تحقيق الغايات بأيسر السبل. ويمكن أن يكون بداية ذلك بمقايضة الأعمال الفنية بالأعمال الفنية بين بعضهم البعض مقتفين أثر هنري ماتيس و ببلو بيكاسو.


02‏/12‏/2009

رحل أبو إبرهيم

رحم الله أخي محمد بن إبراهيم العمير رحمة واسعة  وغفر الله لنا وله.
كان آخر لقاء لي به عند صديقه الحميم عبد الرحمن العجلان وكان آخر ما شاهدته في سيارته متوجهاً بنا إلى المسجد. كان متفائلاً بالشفاء لا يشكو على الرغم من خطورة مرضه،،مات يوم عرفه ودفن في يوم العيد. ذكرى سنذكرها في كل عيد لنترحم عليه.
تعرفت عليه عام 1415هـ بقرية المفتاحة خلال دراستي الميدانية لرسالة الدكتوراه وكثيرا ما جمعتنا أمسيات في ذلك الصيف شاركنا فيها سعد العبيّد وبعض فناني أبها. شاهد صورة صورتها فأعجب بها و استأذنني في رسمها فأعطيتها له وما هي إلا دقائق حتى أنجز سكيتشا  بالقلم الرصاص كانت يده دقيقة وسريعة، جمعتنا بعد ذلك جماعة ألوان ،،،،،كان صريحاً لا يجامل أحداً ،،اختلفنا واتفقنا و استمرت الصداقة إلى أن توفاه الله.
أسأل الله الكريم أن يجمعنا به في جنات النعيم.