09‏/05‏/2011

جدلية الحزن والأمل

في أواخر المراهقة و شطرا من الشباب المبكر في التسعينيات الهجرية و السبعينات الميلادية كان رفيقي هايلكس أبيض و أشرطة سلامة العبدلله يصدح بقصائد عبد الله العليوي رحمه الله ، كانت أغانٍ حزينة يطرب لها متذوقي الفن الشعبي تلك الأيام. عادت بي الذكريات قبل سنوات لأرى وجه أبو عبد الله أمامي لأول مرة كانت عوامل الزمن والحزن وموت أم أولاده بادية على شكل شعيرات بيضاء متناثرة و تجاعيد تفننت المأساة في تشكيلها،،،ناديته: أبو عبدالله فالتفت إلي وسلمت عليه وبادلني التحية بمثلها مصحوبة بابتسامة رقيقه، قلت له مازحاً كنت أسمع أغانيك ولكن زاد علي الطوع فتركتها! فزادت ابتسامته رحمه الله وودعته. قلت في نفسي لماذا يستبق الفنان المآسي بالحزن وكأنه يمهد لها؟! لماذا تسرب الياس إلى كلمات العليوي قبل أن يدركه المرض! ولماذا شابت النبرة الحزينة صوت أبو عبدالله وهو في ريعان شبابه؟ لماذا نحنّ إلى الحزن وليس بنا داء لماذا نحب طعم الحزن؟


لماذا نتشاءم وليس ثمة ما يدعو للشؤم.

لماذا يسجن البعض نفسه في بوتقة يصنعها لنفسه ويضع من حوله الأشواك التي تطعنه اختياريا!

لماذا يتصور من حوله أعداء وخونة ينتظرون افتراسه في أي لحظة!



الحزن ينتج فناً ولا جدال في ذلك ولكن الأمل ايضاً له طعم جميل

أيها الشاكي وما بك داءٌ @@@كن جميلاً ترى الوجود جميلا



قلت يوماً بيتين من الشعر أو تصورتهما شعراً أدندن به



خذ من الدنـيا نصيب@@@وارتـفع عما يـعيب

واطلب المجد فإن الـــ ـــ ـمجد شمسٌ لا تغيب



ولكنني في لحظة قنوط قلت:

حطمـــي قلبــي ولا تبتسمي@@@واشربي في يومك الصافي دمي

وخذي ثأرك لا...لا ترحمي@@@وارقصي إن مت حول المأتــــم



جدلية الحزن والفرح ليست ثابتة وهي تمر على الإنسان في تبادل طبيعي والمهم أن يعرف المرء كيفية التعامل مع كل منهما.

من يلفه الفرح في كل وقته مريض ومن يطوي نفسه في لحاف الحزن أشد مرضا.

وقاني الله وإياكم شر المرض


قصيده للعليوي:


http://www.youtube.com/watch?v=nVkC0...yer_detailpage