06‏/09‏/2009

فخ المصطلح




قد يغيب المفهوم الحقيقي للمصطلح عنا أحيانا فنستخدم الكلمة ونحن نريد عكس ذلك المفهوم أو على الأقل شيئاً آخر. و قد يكون هذا مقبولاً في الأمور العامة بوصفة خطئاً بسيطاً يغتفر، لكن لن يكون الأمر كذلك إن كان ذلك في مجال تخصصنا أو اهتماماتنا الأساسية... طرأ لي ذلك و أنا أقرأ كلاما كتب وورد فيه لفظة(ممارس) كنوع من التصنيف وفي ذهني خلفية كاتبته الأكاديمية. و أكثر ما تستخدم هذه الكلمة في الوقت الحالي في مجال الخدمات الطبية لتصف طبيبا مؤهلا لعلاج الناس في مجال تخصصه أو كطبيب عام وينبغي أن يكون مؤهلاً ومرخصاً له بذلك العمل، ويقابلها باللغة الإنجليزية كلمة Practitioner. من الممكن طبعاً استخدامها في تخصصات أخرى ولكن ليس بالتأكيد لدلالة على شخص يمارس ذلك التخصص غير مجيد له وغير مبدع فيه، لأن هذا يناقض المفهوم الاصطلاحي ، بل إن المفهوم اللغوي للكلمة يدل على الاحتراف والخبرة إذ أن المهارة لا يمكن أن تأتي إلا عن طريق الممارسة. ولا يمكن لفنان أن يتمكن من أدواته وأن يبدع إلا بالممارسة ( بالمفهوم العام) ومن يوصف بالممارس هو شخص ينبغي أن يكون فنانا حاذقا.

إن استخدام الكلمة في الفن لإعطاء درجة دنيا لشخص ما غلط قبيح لا يصح أن يصدر من فنان فضلاً عن أن يصدر عن أكاديمي يفترض فيه التخصص، بل و يجعلنا نشك في قيمة ما يقول.