02‏/02‏/2007

الخزين البصري

الخزين البصري

يختزن العقل البشري كم هائل من الصور التي يسجلها عبر العين مرتبا إياها حسب نظام للأهمية يتأثر بعوامل ليس أقلها شأنا ثقافة الإنسان وحاجاته و طريقة حياته. وبالنسبة للفنان فإن نظام الأهمية يتأثر بصورة كبيرة بذائقته التي تتطور بدورها عبر عوامل عدة فما يعجبه عادة يكون أقرب إلى ذهنه الواعي وبعض هذه الصور أعمال فنية لآخرين.
و عندما يشرع الفنان بعمل معين فإنه سيتأثر بهذا الخزين إراديا أو بغير شعور لدرجة أنه قد يسأل نفسه هل هذا العمل يشبه عملا رأيته من قبل . وفي تصوري أن أكثر الأعمال قربا للفنان و أصدقها إبداعا هي تلك التي يعرف أنها لم تتأثر بتلك الصور بقصد أو بغير قصد لأنه سيعتبرها إبداعا . أما في الحالة الأولى فإنه قد يأتي متسائل أو ناقد أو حاقد ليقول له بأن عمله يشبه أو قريب من أو مسروق من العمل الفلاني للفنان الفلاني.
إن إدامة النظر لأعمال الغير سواء مباشرة أو عبر الصور أو غيرها من الوسائط البصرية قد يغني الذهن بالأفكار إلا أنه ربما حصر الإبداع في التطوير لا الإبتكار. هذه الحقيقة أدركها أحد مصممي الأثاث البريطانيين فعزل نفسه في جزيرة ليبتكر الجديد ! فهل يا ترى استطاع التخلص من خزينه البصري السابق؟
هذه الرؤية كتبتها قبل مدّة إلا أنني تذكرتها عندما رأيت منحوتة قال عنها ناحتها أنها آخر إنتاجه
.

ليست هناك تعليقات: