15‏/02‏/2007

فكرة المنحوتة قبل وبعد


المدخل للعمل الفني سواء كان لوحة أو منحوتة ليس واحد بل هناك عدة مداخل يسلكها الفنان وليس بالضرورة أن يتقيد بأحدها قد يبدأ الفنان من تصميم محدد بمقاييس دقيقة يلتزم بها حتى النهاية.. وقد لا ينفذ سوى التصميم ثم يترك لغيره التنفيذ الدقيق وهذا ما كان يعمله أحد كبار الفنانين (رودان).
في المقابل يقول هنري مور أحد أبرز إن لم يكن أبرز النحاتين المعاصرين :
علمتني التجربة أن الاختلاف بين الرسم والنحت يجب أن لا ينسي أن فكرة نحتية يمكن أن تكون مقنعة بالرسم تحتاج إلى بعض التغيير عند تحويلها إلى منحوتة)

قد يكون التصميم ثلاثي الأبعاد عن طريق عمل نموذج من الطين أو غيره أقرب إلى ما يريده الفنان ولكن هذا لا يؤدي الغرض تماما مع اختلاف طبيعة المادة المستخدمة في المنحوتة وهو أيضا ما لاحظه هنري مور.

من جانب آخر قد يبدأ الفنان منطلقا بدون فكرة أساسية ثم تأتيه الفكرة مع بداية العمل الفني فيتبعها وهو ما صرّح به أحد أهم الفنانين الأمريكان(جاكسون بولوك)

سألت الفنان النحات ربيع الأخرس مرة : أيهما أكثر متعة أن تعمل بتصميم مسبق أو العمل المباشر على الخامة فأجاب بل العمل المباشر.
إن مهارة الفنان ليست في قدرته على تنفيذ تصميم فهذا فقط الجانب التقني بل الأعظم من ذلك هو التعبير بالشكل وبإسقاط رؤيته العقلية مباشرة على المادة.... نوع من التفاعل بين العقل الباطن و مورفولوجية القطعة.
لا يعني أن يتخذ الفنان قرارا بإزالة جزئية أو إبقائها أثناء عمله أن الأمر صدفه بل قرار واع ورؤية فنية
.

ليست هناك تعليقات: