02‏/02‏/2007



ما جاء في الحجم


الحجم واحد من خصائص عدة للعمل الفني سواء كان منحوتة أو لوحة ذات بعدين وتحديده متروك للفنان يقرره حسب رؤيته لموضوع العمل فهو يحدد الحجم المناسب للموضوع . و ما من شك أن الضخامة قد تدل على القدرة و الرهبة والقوة إلا أن المثير للسخرية أن يعمد الفنان لتكبير عمله لمجرد أنه يدل على قدرة فنية أو ليبرز في معرض، وهو ما لمسته لدى بعض الفنانين وهو أمر ذكرني بلوحات المحلات التجارية عندنا حيث يسعى صاحب المحل لزيادة حجمها رغبة في لفت أنظار المشترين وتعبيرا عن قوة محله. أسوق هذه المقدمة التي كنت أعتقد أنها من باب المسلمات لدى كل فنان وقد بلغ بي العجب منتهاه حين عاب بعض من يشار إليهم بالبنان وتبعهم بعض الصغار على المعرض السعودي الأول للأعمال ثلاثية الأبعاد صغر الأعمال إجمالا، يقول أحدهم في جريدة الاقتصادية ما نصه (...فالجميع يعلم أن جمال المنحوتات يكمن في الحجم الكبير)!!!!. وفي حين أن المعرض سمح بأعمال يصل حجمها إلى 70 في 70 في 70 سم إلا أن معظم الفنانين فضلوا المشاركة بأعمال تقل عن ذلك كثيرا. ومع قناعتي بأن بعض الفنانين قد يخطئون في تقدير الحجم المناسب للفكرة إلا أن ذلك ليس سمة عامة.
إن رؤية الحجم الضخم كقيمة إيجابية دائما أمر يدل على سذاجة وضعف في التذوق : يقول هنري مور أهم النحاتين البريطانيين في القرن العشرين:
(يمكن أن تكون المنحوتة أكبر من حجمها الطبيعي مرات عدة ورغم ذلك يمكن أن تكون تافهة و صغيرة في توليدها للمشاعر، ويمكن لمنحوتة صغيرة لا يتجاوز ارتفاعها بعض الإنشات أن تمنح الشعور بحجم ضخم و عظمة تذكارية ، لأن الرؤية التي تكمن خلفها كبيرة).
وهنا نرى كيف يتنازل بعض كتبة الصحافة التشكيلية عن عقولهم لتصفية الحسابات!

ليست هناك تعليقات: